الأحد، 17 نوفمبر 2019

شجرة التبلدي

تعد شجرة التبلدي "الباوباب" واسمها العلمي "أدانسونيا ديجيتاتا"من الأشجار النادرة والمعمرة والضخمة والمهددة بخطر الإنقراض، وهي من الأشجار المحمية التي يمنع قطعها في
كثير من البلدان من بينها السلطنة وذلك لأهميتها وندرتها.
وتنمو أشجار التبلدي التي تعرف محلياً باسم "انكيجي" أو "الماشوّة" بشكل طبيعي في وادي حنه بجبل حشير بولاية مرباط بمحافظة ظفار، بينما تنمو وحيدة بولاية ضلكوت وكذلك في ولايتي صحار ولوى بمحافظة شمال الباطنة. ويقدر عدد أشجار التبلدي في محافظة ظفار بحوالي 200 شجرة محلية ويبلغ ارتفاعها 15 متراً وقطر جذعها قرابة المترين، بينما يصل إلى
أضعاف ذلك في مناطق أخرى من العالم حيث تنمو وتتكاثر هذه الأشجار بأعداد كبيرة في قارة أفريقيا ويوجد منها تسعة أنواع على مستوى العالم سبعة منها مستوطنة في جزيرة مدغشقر ونوع واحد في السلطنة واليمن وآخر في قارة استراليا.
وتزخر السـلطنة بوجود أنواع مختلفة من النباتات التي تنمـو في المناطق الصحراوية وشبة الجـافة والمنـاطق الخصـبة وفـي مجـاري الأوديـة بالإضافـة إلى النبـاتات السـاحليـة حيث تحظى بإهتمام السياح والباحثين. وتجذب مواقع أشجار التبلدي "الباوباب" في محافظة ظفار الزوار والباحثين والمهتمين بالحياة النباتية لمشاهدة هذه الشجرة التي تنفرد بالغرابة عن
مثيلاتها من الأشجار التي تنمو في جبال المحافظة الى جانب التمتع بالمناظر الخلابة المحيطة بهذه الأشجار المتواجدة في الأودية ذات الغابات الشجرية الكثيفة والسفوح الجبلية المطلة على بحر العرب.
وتحرص وزارتا البيئة والشؤون المناخية ووزارة الزراعة والثروة السمكية على الإهتمام بمجال صون الطبيعة وحماية الحياة الفطرية حيث تقومان بدور حيوي في مجال إستزراع عدد من النباتات البرية بالبيئة العمانية إلى جانب تنفيذ حملات إستزراع لعدد من الأشجار المهددة بالانقراض في عدد من المواقع المختارة وذلك بالتعاون مع عدد من المؤسسات الحكومية والأهلية والسكان المحليين في تلك المناطق.
وتقوم المديرية العامة للبيئة والشؤون المناخية بمحافظة ظفار بجهود مستمرة في مجال حماية وتأهيل أشجار التبلدي في محافظة ظفار وإعادة زراعتها في عدد من المشاتل الزراعية في المحافظة بهدف صونها وحمايتها من أخطار الإنقراض. وتنفذ المديرية مشروع حماية شجرة التبلدي بولاية ضلكوت من خطر الإنقراض كونها الشجرة الوحيدة خارج المجموعة التي تتواجد في نيابة طوي أعتير بولاية مرباط حيث اشتمل المشروع على عمل سياج حول الشجرة لحمايتها وتأهيل المنطقة المحيطة وجعلها من مواقع المشاهدة بالإضافة إلى وضع لوحة تعريفية عن الشجرة.
كما قامت المديرية العامة للبيئة والشؤون المناخية بجمع بذور شجرة التبلدي وإعادة زراعتها والإكثار منها حيث تم استزراع العديد من أشجار التبلدي المحلية بمشتل إكثار النباتات البرية بنيابة قيرون حيرتي وفي حديقة مبنى المديرية بصلالة بالإضافة إلى توزيع عدد منها على الجهات الحكومية والأهلية. من جانبها تقوم المديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بتحديد ومعرفة مواقع أشجار التبلدي في محافظة ظفار إلى جانب جمع بذور هذه الأشجار وإكثارها بالمشتل بمبنى المديرية بصلالة حيث بلغ عدد الشتلات الموجودة بالمشتل أكثر من 112 شتلة وذلك بهدف إعادة زراعتها فى بعض المواقع المختارة بالمحافظة.
كما قامت المديرية بإدخال عدد من شتلات أشجار التبلدي بالحديقة النباتية بالمديرية التى تضم أهم الأشجار والشجيرات البرية النادرة منها والتراثية والمهددة بالانقراض بمحافظة ظفار وذلك كنوع من حفظ الأصول الوراثية لهذه الأنواع خارج مواقع تواجدها حيث توجد 7 أشجار كبيرة بالحديقة الشجرية فضلا عن توزيع عدد من شتلات التبلدي على المواطنين خلال عامي 2013 و2014. وتنمو شجرة التبلدي في مناطق الغابات الإستوائية وتتحمل الجفاف والمناخ الرطب فضلا عن كونها من الأشجار الضخمة متساقطة الأوراق حيث تسقط أوراقها مع بداية موسم الجفاف من شهر أكتوبر حتى بداية فصل الأمطار الذي يبدأ في شهر يونيو حيث تورق من جديد. ويعتبر الشريط الجغرافي الواقع تحت الصحراء والممتد من شرق القارة الأفريقية إلى غربها وحتى منطقة السافانا الرعوية في جنوب أفريقيا هو الموطن الأصلي لأشجار التبلدي بالإضافة إلى تواجد هذه الأشجار بأعداد قليلة في اليمن والهند والسلطنة في محافظتي ظفار وشمال الباطنة. 
وتتميز شجرة التبلدي بكبر حجم اوراقها وهي غنية بالسكريات والبوتاسيوم وفيتامين سي وحامض التاتاريك وحامض الستريك فضلا عن تأثير أوراقها العلاجية حيث تستخدم لمعالجة الحمى . وفي نهاية موسم الجفاف وبداية موسم الأمطار تورق الأشجار وتنتفخ البراعم الزهرية خلال فترة ما بعد الظهر وعندما يحل المساء تتفتح الزهرة ولا تدوم مدة تفتح الأزهار إلا لف

حقوق النشر والتوزيع محفوظة لجريدة الشبيبة 


هناك تعليقان (2):